تعتبر الشخصية القيادية إحدى أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، حيث أنها تعد إحدى أقوى الشخصيات التي لديها القدرة على الإدارة وتوجيه الآخرين بفعالية، الشيء الذي يساعد على تحقيق النجاح على الصعيد المهني والشخصي على حد سواء. هذا التأثير الكبير يجعل لأصحاب هذه الشخصية احتراما وتقديرا في قلوب الآخرين. ويتساءل الكثيرون عن هذه العديد من الأمور المتعلقة بهذه الشخصية، لما تتميز به عن غيرها من باقي أنواع الشخصيات. حيث أنها مستعدة لاتخاذ القرارات بفعالية لتحقيق النمو والتطور وبناء بيئة محفزة تشجع على التعاون والابداع والإنجاز. لهذا السبب قررنا التطرق في هذا المقال إلى مفهوم الشخصية القيادية، إضافة إلى صفاتها وسماتها، وكذلك المميزات والعيوب التي تعرفها.

مفهوم الشخصية القيادية

تختلف تعاريف الشخصية من مكان إلى آخر، حيث أن تأثيرها لا يقتصر على مجال معينه بذاته. بل حضورها موجود في جميع المجالات تقريبا، ويمكن أن نذكر تعريف الشخصية القيادية فيما يلي:

تعريف الشخصية القيادية بشكل عام

يقصد بالشخصية القيادية الشخصية القوية التي تمتلك القدرة على التأثير على الآخرين عبر توظيف المهارات التي تمتلكها مثل مهارات الإقناع والثقة بالنفس، مهارات التواصل الفعال، القدرة على التوجيه، وما إلى ذلك. تبني له هذه المهارات نوعا من الكاريزما القيادية التي تتيح له التأثير في الآخرين وتجعلهم مؤمنين به وبقراراته وخططه وبالهدف الذي يسعى إليه، وبالتالي العمل بشكل مشترك لتحقيق ذلك الهدف بشكل سلس.

وتعرف الشخصية القيادية بشكل عام آخر على أنها القدرة على التخطيط لتحقيق هدف مشترك والقدرة على تطبيقه، مع إمكانية التعامل مع المشاكل الممكنة بفعالية وحكمة. إضافة إلى تحمل المسؤولية بشأن القرارات التي يتم اتخاذها والنتائج التي تم تحقيقها، والقدرة على إعادة تعديل الخطة بما يضمن تحقيق أفضل النتائج. أيضا تمتلك الشخصية القيادية الثقة في قدراتها على تحقيق الهدف، والثقة في الخطة الموضوعة لتحقيقه، الشيء الذي يجعل الآخرين يثقون في الخطة ويؤمنون بها.

تعريف الشخصية القيادية في علم النفس

ويقصد بالشخصية القيادية في علم النفس مجموعة من الخصائص، الصفات، المميزات، المهارات، التي يكتسبها الشخص بفضل الجينات التي يرثها، مرحلة الطفولة، أو البيئة التي ترعرع فيها والظروف التي عاشها. والتي تمكنه من قيادة وتوجيه الآخرين والتأثير فيهم للعمل على هدف موحد.

تعريف الشخصية القيادية في الحياة الاجتماعية

تعرف الشخصية القيادية في الحياة الاجتماعية بأنها شخصية تحظى بتقدير واحترام لدى الآخرين، ويمكن أن يرجع ذلك إلى قوة شخصيته، المكانة الاجتماعية العالية التي يتمتع بها، أو الخلق والعلم العاليين اللذان من الممكن أن يجعلا صاحبهما ذا تأثير على الآخرين. ويتصف بشكل أساسي بالقدرة على الإقناع والتأثير، واتخاذ القرارات بحكمة، والوصول إلى قلوب الآخرين ونيل ثقتهم.

تعريف الشخصية القيادية في العمل

تعتبر الشخصية القيادية في العمل إحدى الشخصيات القيادية الجذابة والبارزة، والتي يمكن الاعتماد عليها للتأثير في فريق العمل، وبناء علاقة طيبة بينهم. إضافة إلى أنه من الممكن الاعتماد عليها لتوجيه الفريق بشكل هادف، ومعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه الفريق، وتوحيد هدف لتحقيق النتائج المرجوة بشكل سلس.

صفات الشخصية القيادية

تتعدد صفات الشخصية القيادية وسماتها. ويمكن أن نذكر بين أهم هذه الصفات والسمات ما يلي:

الثقة في النفس

تعتبر الثقة في النفس إحدى أهم سمات الشخصية وصفاتها، وتتجلى أهميتها في أن الآخرين لن يثقوا في القائد إن لم يكن واثقا هو بنفسه بالحد المطلوب. حيث أنه ينقل إليهم بعضا من ثقته بنفسه، الشيء الذي يجعله مصدر إلهام لهم. وتبرز بشكل خاص هذه الصفة وقت الأزمات، حيث لا ينبغي بتاتا للقائد أن يستسلم، أن يشعر بالخوف، أو أن يشعر بالذعر ولو للحظة. حيث يتوجب عليه دائما في مثل هذه الأوقات أن يكون حازما وهادئ الأعصاب ويفكر في الحلول ليتمكن من حل المشاكل وتجاوز العقبات التي تواجهه.

الإيجابية

تعد الإيجابية واحدة من أهم مميزات الشخصية القيادية الناجحة، حيث يعرف القادة الناجحون بأن لديهم فريق عمل يشعر بالسعادة والتحفيز والايجابية والراحة بشأن المستقبل. ولا يمكن بتاتا الوصول إلى هذه الأمور دون أن يكون القائد ذا شخصية تتسم بالإيجابية. حيث يجب عليه أن يعمل على خل جو متفائل، ومن الضروري أن يرفع معنوياتهم في المواقف الصعبة التي يعيشونها. إضافة إلى ضرورة تقدير ما يقومون به.

القدرة على الانصات الفعال

تعتبر القدرة على الانصات الفعال إحدى الأمور التي من الضروري على القائد الناجح أن يتسم بها. حيث أنه من غير الممكن بتاتا أن يحظى القائد بالنجاح في عملية القيادة دون الاستماع الى أعضاء فريقه وفهم مشاكلهم وأفكارهم. كما أنه من غير الممكن أن ينجح في إقناعهم بخططه ورؤيته دون أن يفهم الطريقة التي يفكرون بها ويرون بها الأمور. تمتع القائد بمهارات التواصل الفعال من استماع وفهم من شأنه خلق حوار فعال مع فريقه وتجنب العديد من المشاكل والتعقيدات التي لا جدوى منها.

النزاهة

القائد الحقيقي من الواجب عليه أن يكون نزيها، كما أنه من غير الممكن أن يثق فيه أعضاء الفريق إن كان شخصا فاسدا، غير نزيه، يتخلى عن مبادئه بسهولة ويساوم عليها. أيضا لبناء علاقة جيدة بين القائد ومن يؤمنون به عليه أن تحكم تعامله معهم الأخلاق العالية والالتزام بالوعود والصدق. كذلك على القائد أن يهتم دائما بمصلحة الجماعة وألا يرى فقط المكاسب الشخصية التي يمكنه جنيها.

التواضع

من غير الممكن أن يدوم حب أعضاء الفريق لشخص يرى نفسه في مرتبة أعلى منهم ويراهم في مرتبة دونية منه حتى وإن طال بعض الشيء. لذلك يجب على القائد الناجح دائما أن يكون متواضعا وأن يجتنب الغرور والتكبر، خصوصا الذي يأتي بسبب قيادته. كذلك يمنح التواضع القائد مجموعة من المهارات التي تقويه مثل القدرة على الاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها دون الشعور بالضعف أو التهديد.

الاهتمام بالآخرين

من المهم أن يتحلى القائد الناجح ببعض الاهتمام تجاه الآخرين، وألا يرى فيهم مجرد أتباع عليهم القيام بما يراه هو مناسبا. حيث يجب عليه أن يقدر أهمية التوازن بين الحياة والعمل، وأن يأخذ بعين الاعتبار صحة الآخرين النفسية وراحتهم التي تساعد على النجاح في تحقيق أهداف العمل.

عيوب الشخصية القيادية

رغم كل المميزات التي تجعل الشخصية القيادية شخصية جذابة مقارنة بغيرها. إلا أن العديد منها يعاني من سلبيات وعيوب تؤثر بشكل أو بآخر عليه وعلى أعضاء الفريق، يمكن أن نذكر منها ما يلي:

الأنانية

تعتبر الأنانية إحدى أسوء العيوب التي من الممكن أن يعاني منها القائد، حيث أن محاولة السيطرة على الآخرين يؤثر بشكل سلبي للغاية على سير العمل وعلى أعضاء الفريق نفسيا. فالعلاقة الصحية بين القائد والفريق تبنى على رؤية مصالح الفريق المشتركة.

إلقاء اللوم على الآخرين

يعتبر الخطأ أمرا لا مفر منه لأي قائد، إلا أن بعض الشخصيات القيادية لا تجيد الاعتراف بأخطائها، وتفضل أن تقوم بإلقاء اللوم على الآخرين عند الفشل أو الخطأ. خوفا من أن تتضرر سمعته، إلا أن ذلك يأتي بنتائج عكسية بشكل سلبي للغاية، حيث أنها تزيد من شعور الآخرين بالاستياء منه. وبالتالي يفقد مكانته العالية عندهم.

التركيز على أخطاء الآخرين

يعد التركيز على أخطاء الآخرين أحد اسوء الأخطاء التي من الممكن أن يرتكبها القائد الناجح. حيث أن المبالغة في التركيز على أخطاء الغير التي تؤدي إلى تأخر او عدم بلوغ الأهداف يجعل الآخرين يشعرون بالتوتر ويعانون من القلق. عكس القيام بدعم المخطئين وتحفيزهم الذي يجعلهم يبذلون أقصى جهدهم لتحقيق الهدف.

التفكير السلبي

يؤثر التفكير السلبي بشكل سيء على أعضاء الفريق ويحبطهم الشيء الذي يجعلهم يرون الأمور بشكل سوداوي ويؤثر على عملهم ونشاطهم ويزيد من شعورهم بالكسل. لذلك من الأفضل أن يتجنب القائد الناجح التفكير بشكل سلبي ويركز على بحث حلول للمشاكل التي تواجههم.